لْْا يأسَ مع الْْقُربِ مِنَ الْْلْْهــ ~
-
بسم الْْلْْهــ الْْرحمن الْْرحيم
الْْيأسُ : شُعوٍٍََرٌ يُصيبُ الْْاٍنسانَ بفُقدان الْْأملْْ في تِِْْحقيق
أمرٍ ما . وٍٍََأشدّهــ يُسمَّى قُنُوٍٍََطًا ، وٍٍََقد يُؤدِّي الْْيأسُ اٍلْْى تِِْْحريكِ
مشاعـر وٍٍََعوٍٍََاطف سلْْبية ، كالْْاكتِِْْئاب وٍٍََالْْإحباط .
يَدُلُّْْ الْْيأسُ علْْى الْْاستِِْْسلْْام ، وٍٍََقبوٍٍََلْْ الْْحالْْ كما هــوٍٍََ ،
وٍٍََالْْعَجز عن حَلِّْْ ما هــوٍٍََ بهــ ، أوٍٍََ الْْخروٍٍََج منهــ بسلْْامة .
وٍٍََلْْكنْ لْْهــ مدلْْوٍٍََلْْ خاصٌّ عند مَن قَوٍٍََِيَ إيمانُهــ ، إذ هــوٍٍََ
الْْرِّضا بالْْقضاء وٍٍََالْْقَدَر ، وٍٍََتِِْْعلّْْق برَبِّهــِ ؛ رجاءَ كَشفِهــِ
وٍٍََتِِْْحقيقهــ .
يَدفعُ الْْيأسُ بمَن ضَعُفَ إيمانُهــُ ، أوٍٍََ كان فاقِـدًا لْْلْْإيمانِ
بالْْلْْهــ ، إلْْى الْْانحراف ، وٍٍََطلْْبِ الْْمَوٍٍََتِِِْْ بالْْانتِِْْحار ، أوٍٍََ
الْْعيش في قُنُوٍٍََطٍ وٍٍََإحباط . وٍٍََلْْوٍٍََ أيقنَ برَبِّهــ ، لَْْسَعِدَ
بإيمانهــ .
يَدفَعُ الْْيأسُ بالْْمُؤمن إلْْى الْْاستِِْْعانةِ بقُدرةِ الْْلْْهــ وٍٍََرحمتِِْْهــ ،
﴿ إِنَّمَا قَوٍٍََْلُْْنَا لِْْشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهــُ أَنْ نَقُوٍٍََلَْْ لَْْهــُ كُنْ فَيَكُوٍٍََنُ ﴾
الْْنحلْْ / 40 ، فتُِِْْجلَْْبُ الْْرحمةُ مِنَ الْْلْْهــِ بالْْدُّعاء .
حالُْْ الْْمُؤمِنِ مع الْْيأسِ كما قالْْ ابنُ عبَّاسٍ : ( إنَّ الْْمُؤمِنَ
مِنَ الْْلْْهــ علْْى خَبَرٍ يرجوٍٍََهــ في الْْبلْْاء ، وٍٍََيَحمدهــ في الْْرخاء ) .
فحياتُِِْْكَ تَِِْْسعَـد بالْْلْْهــ ، إنْ أيقنتَِِْْ بعَظمتِِِْْهــِ وٍٍََقُـدرتِِِْْهــِ .
بلْْغ الْْيأسُ ببعضهــم بعدم رجاء وٍٍََقوٍٍََع شيءٍ مِن الْْرحمة لْْهــ
من الْْلْْهــ ، ﴿ وٍٍَََمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهــِ إِلَّْْا الْْضَّالُّْْوٍٍََنَ ﴾
الْْحِجر / 56 ، وٍٍََهـــذا مِنَ الْْضَّلْْالْْ .
مِنَ الْْقُنُوٍٍََطِ وٍٍََ الْْيأسِ : تِِْْركُ الْْدُّعاءِ ، أوٍٍََ تِِْْركُ الْْإلْْحاح فيهــ ،
ففي الْْحديث : (( يقوٍٍََلُْْ : قد دعـوٍٍََتُِِْْ ، وٍٍََقد دعـوٍٍََتُِِْْ ، فلْْم أرَ
يستِِْْجيبُ لْْي . فيستِِْْحسرُ عند ذلْْك ، وٍٍََيَدَع الْْدعاءَ )) روٍٍََاهــ مُسلِْْم .
الْْيأسُ يَدخُلُْْ الْْقلْْبَ في بابٍ مِن أبوٍٍََاب الْْشَّكِّ في رحمةِ الْْلْْهــ ،
وٍٍََالْْعياذُ بالْْلْْهــ . فدخوٍٍََلُْْ الْْشَّكِّ في رجاءِ الْْعَبدِ بِرَبِّهــِ ، يُحدِثُ
في قلْْبهــ مَرضًا وٍٍََشقاءً ، فلْْا يَرحمهــ الْْلْْهــ .
الْْيأسُ بالْْدُّعاءِ يَحصُلُْْ لَْْكَ ، ( إمَّا أن يُعَجِّلَْْ لْْهــ دعوٍٍََتَِِْْهــ ,
وٍٍََإمَّا أن يَدَّخِر لْْهــ , وٍٍََإمَّا أن يَكُفَّ عنهــ مِنَ الْْسُّوٍٍََءِ بمِثلِْْهــا ) .
وٍٍََالْْدُّنيا بهــا كَدَرٌ مِن طبيعتِِْْهــا ، فلْْا بُدَّ منهــ .
الْْيأسُ : ﴿ وٍٍَََرَحْمَتِِِْْي وٍٍَََسِعَتِِْْْ كُلَّْْ شَيْءٍ ﴾ الْْأعراف / 156 ،
فإنَّ الْْلْْهــَ لْْا يُخرِجُ عبدًا مِن رحمتِِِْْهــِ , بلْْ الْْعَبدُ هــوٍٍََ الْْذي يُخرِجُ
نَفْسَهــُ مِن رحمةِ رَبِّهــِ ؛ بتِِْْركِ دُعائِهــِ وٍٍََخُضُوٍٍََعِهــِ لْْهــ .
يَبقَى الْْمُؤمِنُ في سعادةٍ بقُربِهــِ مِن رَبِّهــِ ، وٍٍََيقينِهــِ بهــ ،
مهــما أصابهــ في دُنياهــ مِن كَدَر ، وٍٍََالْْرُّسُلُْْ كانوٍٍََا أشَدَّ
في الْْبلْْاءِ منهــ . فلْْا الْْيأسُ فيهــ رحمةٌ ، وٍٍََلْْا إحسانٌ
ربَّانِيٌّ .
مما راق لْْي